رواية أنا عشقت - محمد المنسي قنديل

 

رواية أنا عشقت - محمد المنسي قنديل

بيانات الرواية:

  • اسم الرواية: أنا عشقت
  • المؤلف: محمد المنسي قنديل
  • عدد الأجزاء: 1
  • عدد الصفحات: 436
  • صفحة لغة الرواية: العربية
  • صيغة الوراية:  PDF

 

مقتبسات من الرواية:

أمر غريب أن يكون هناك شارع خال في مدينتنا؛ فالحركة فيها لا تهدأ، ولا يكف الناس عن الاصطدام بعضهم ببعض، بلا سبب ومن دون حاجة إلى الاعتذار.

والأكثر دهشة أن الشارع كان أيضا صامتا، لا تسمع فيه إلا أصوات الريح، والعصافير وهي تنفض البلل من على أجنحتها، والصوت الواهن لاصطدام رذاذ المطر بالأرض.

ولكن لمزيد من الدقة، لم يكن الشارع خاليا تماما، فعلى الرصيف كانت تسير ورد وبجانبها حسن وقد أدخلت أصابعها بين أصابعه، تلتمس منه الدفء في تلك الصبيحة الباردة، وبعد ليلة مثقلة بالمطر، كانت بلدتنا نصف نائمة، فوق أسرة ممتلئة بالبراغيث، وتحت سقوف تنز بالماء كحالها دوما، ولم أكن أنا موجودا، كما يحدث غالبا.

فتاة رقيقة، كأن العشق قد شف جسدها، أما حسن فقد كان أكثر طولا، وجسده صلد برغم نحوله، ولم يكن وجهه، على الرغم من وسامته، خليقا بهيام المحبين، ولكن الشارع كان يعيش لحظة من عشق نادر لم يجرؤ أحد على مقاطعتها.

حتى الذين شاهدوا العاشقين من خلف جدران المقهى الزجاجي لم يتحركوا من أماكنهم، ولم يصدر عنهم أي نوع من الجلبة، ظلوا فقط يحدقون فيهما بعيون فارغة، عافت نفوسهم أكواب الشاي والقهوة وشيشة المعسل، وظلت أنفاسهم تتكاثف على الزجاج البارد حتى حجبت عنهم الرؤيا تماما.

كان الشارع طويلا وبلا نهاية؛ لأن الغيوم الكثيفة نامت على حافة الأفق وأخذته في طياتها. كانت ورد هي التي تتحدث أحيانا، كانت حزينة حقا، وكلماتها تتحول إلى بخار أبيض رقيق، تتطاير بسرعة قبل أن يسمعها حسن، كان يحس بقليل من الزهو وكثير من الإحراج.

فقد كان مثل اسمه، شابا تقليديا، بالرغم من أنه متعلم، متحفظا لا يجرؤ على إخراج لحظات عشقه للعلن، ولا يتصور أن تسير ورد بجانبه هكذا وقد شبكت أصابعها به أمام الجميع، برغم أنهم لم يكونوا تقريبا موجودين.





إرسال تعليق

0 تعليقات